تجتاح الشرق الأوسط هذه الأيام عاصفة رقمية قوامها معلومات تم تجهيزها داخل الأقبية الرقمية تهدف لإثارة أكبر صدى على الشعوب العربية ۔ عاصفة تعتمد على الخداع والتضليل لتحقيق أهداف محدد ، أهم هذه الأهداف يكمن في خداع الشعوب العربية بما يحدث في المنطقة ۔
إعلام معادي ينشر أخبار أشبة ماتكون بالأساطير ، إخراج متقن تدعمة حسابات على الشبكات الإجتماعية الكثير منها وهمية ۔ الحوثيين يسطرون إنتصارات وهمية ، رسائل سعودية لإيران خرجت من سرداب الإمام المعصوم وخرافاتة الأسطورية ، حكام المنطقة الخضراء يقتلون المتظاهرين بالرصاص الحي في العراق ويقولون أن جيشهم كان يوزع الورود على المتظاهرين ،حتى رئيس فرنسا ماكرون إنخرط مع الملالي في هذا التهريج ، فوضى في العالم الطبيعي وفوضى في عالم هذا الفضاء ۔
إخراج أشبة بأفلام الإثارة في هوليوود ، الكثير تنطلي علية فن الإثارة لتصبح حقيقة راسخة في ذهنة ۔ فنون الحرب المعلوماتية وشبكات أسرع من الضوء لينسج العنكبوت أعشاشة القاتلة ۔ قطعت الفوضى الطبيعة شوطا كبيرا في مشرق العرب لتخرج العناكب من أعشاشها بحثا عن المساكين والضعفاء لتخرجهم نحو الهلاك ۔
الإعلام أكبر قوة للتأثير على سلوك الشعوب والشبكات الإجتماعية منصة جديدة لنشر الفوضى والدمار ، ضابط في الجيش البريطاني متخصص في حرب المعلومات يصبح رئيس المحررين في تويتر ۔ أحد ملاك فيس بوك يتلاعب بالحسابات ليجيرها لأجنداتة ، الوتس أب مخترق حتى النخاع والجميع منخرط ينشر بلا وعي ولا إدراك ۔ غسيل للأدمغة والعقول والناس ليسوا بسكارى لكنهم تائهون ۔
يقال أن الجهل نعمة لكن ليس في الإعلام وفنون حرب الشبكات ، قرصنة للإدارك وفق سياسة الخطوة خطوة لتصبح المعلومات المزورة حقائق لا تقبل الجدال ۔ إعاصير وبراكين تتغذى على المعلومات والكثير يقول إن عندة علم من الكتاب ۔ خلايا سيبرانية تجوب هذا الفضاء بحثا عن طرائدها والشبكات مليئة بالمغفلين ، حروب بلا دماء لكنها أخطر من نزف الوريد ، قد لايشعر الكثير بهذا النزيف لكنة قاتل للبصيرة والفؤاد ۔
العالم لم يعد يدار بالمال أو النفط أو قوة السلاح ، إنة يدار بالمعلومات ومن يتحكم بها يصبح سيدا ومتحكما بهذا العالم ليديرة كيفما شاء ، الفيلة لاتطير في السماء والفئران لا تأكل الحديد فكيف نصدق كل مايقال في هذا الفضاء ۔ تتدحرج العقول في غفلة من أمرها لتصبح الفوضى سيدة المكان ، دجالون وسحرة معلومات والكثير يرقص بلا عقل في هذا الزمان ، أفلا يتفكرون ۔
ستمضي الأيام وتسلب العقول وسحرة المدائن تجوب هذا الفضاء ، النخب تركت على قارعة الطريق وترك المسرح للمهرجين في الإعلام ، شبكات العرب أشبة بالنفخ في الطحين ، الكثير يشتم الكثير بلا حياء ولا لغة القرأن ، ستمضي السنين وتشيب الولدان والطريق طويل ۔ نظرت إلى كبسولتي وقلت لها ،هل تريدين الرحيل إلى هذا الفضاء الأن ، إبتسمت وقالت هل لديك المزيد ، ضحكت وقلت لها ، إن الضرب في الميت حرام ، ثم رحلت وهي تسخر من كل هذه الحال ۔ ۔
الدكتور عبدالرحمن الشنيفي
Copyrights © 2018 All Rights Reserved, Powered by Sum Technologies.